الزبير يحكم الحجاز ، وكانا يتنازعان العراق. وقامت بين الطرفين حروب دامية ، وعلى ما بينهما من العداء والقتال ، فقد اتفقا على التنكيل بشيعة علي ، فعبد الملك ووالده مروان أعانا عبيداللّه بن زياد على قتل التوابين ، وابن الزبير قتل المختار وجماعته (١).
عبد الملك : انتهت المعركة بين عبد الملك وابن الزبير بقتل الثاني وانتصار الأوّل ، وحاول عبد الملك أن ينهج منهجا جديدا مع أبناء علي يخالف نهج أسلافه ، فكتب إلى عامله الحجاج : «انظر دماء بني عبد المطلب ، فاحقنها واجتنبها ، فإني رأيت آل أبي سفيان لما ولغوا فيها لم يلبثوا إلاّ قليلاً» (٢).
أوصى عبد الملك جزاره أن يجتنب دماء بني عبد المطلب فقط لاغير ، أما غير آل عبد المطلب ، أما من آمن باللّه والرسول ، أما شيعة أهل البيت فدماؤهم حلال ما دامت لاتضر بالملك وتثبيت الحكم!
قال الإمام محمد الباقر عليهالسلام : «قُتلت شيعتنا بكل بلد ، وقطعت الأيدي والأرجل على الظنة ، وكان من يُذكر بحبنا والانقطاع إلينا سُجن أو نهب ماله ، أو هدمت داره ، ثم لم يزل البلاء يشتد ، ويزداد إلى زمن عبيداللّه بن زياد قاتل الحسين ، ثم جاء الحجاج ، فقتلهم كل قتله ، وأخذهم بكل ظنة وتهمة ، حتى ان الرجل ليقال له : زنديق أو كافر أحب إليه من أن يقال شيعة علي» (٣).
__________________
(١) انظر : الكامل في التاريخ ٤ : ٢٧ ـ ٤٦.
(٢) الاختصاص / المفيد : ٣١٥.
(٣) شرح نهج البلاغة ١١ : ٤٤ ، النصائح الكافية : ١٥٢ ـ ١٥٣.