وعشرين سنة ، وشهرا ونصفا ، وتولى بعده ابنه الوليد.
وفي أيام الوليد قتل الحجاج سعيد بن جبير.
ومن إعجاب الوليد بالسفاح الحجاج أنّه طلب منه أن يسمّي من يشاء لتولية الحجاز ، فأشار عليه بالجلاد خالد بن عبد اللّه القسري ، فولاه على مكة المكرمة.
وكان خالد بن عبداللّه القسري أحد عملاء الأمويين لا يكني بلعنه عليّا عليهالسلام بأبي تراب كما كان أسلافه يفعلون بل يسمّيه باسمه هكذا حين اللعن : (علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم صهر رسول اللّه على ابنته ، وأبا الحسن والحسين) ، ثم يقبل على الناس ، ويقول : هل كنيت؟! ثم يتبع سب علي بسب الحسن والحسين!! فقال عبيد اللّه السهمي يهجوه :
لعن اللّه من يسب عليا |
|
وحسينا من سوقة وإمامِ |
أيُسَبّ المطهرون جدودا |
|
والكرام الآباء والأعمامِ |
ويأمن الطيرُ والحمامُ ولا |
|
يأمنُ آل الرسول عند المقامِ |
طبتَ بيتا وطاب أهلك أهلاً |
|
أهل بيت النبي والاسلامِ |
رحمةُ اللّه والسلامُ عليهم |
|
كلما قام قائمٌ بسلامِ (١) |
عمر بن عبد العزيز : وبقيت هذه السنّة الملعونة إلى أن قام عمر بن عبد العزيز فأزالها ومنع عنها ، أما السبب لذلك فيحدثنا عنه عمر نفسه ، قال : وكنت أقرأ القرآن على بعض ولد عتبة بن مسعود ، فمر بي يوما ، وأنا ألعب مع الصبيان ،
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ١٥ : ٢٥٦ باب ٢٨.