وفي أيامه ظهر يحيى بن زيد بالجوزجان من بلاد خراسان ، منكرا للظلم وما عم الناس من الجور ، فسير إليه نصر بن سيار عامل الوليد على خراسان ، رجلاً اسمه سلم بن أحوز المازني ، فقتل يحيى في المعركة ، بسهم أصابه في صدغه ، واحتز رأسه ، وأرسل إلى الوليد ، وصلب جسده بالجوزجان ، فلم يزل مصلوبا إلى أن خرج أبو مسلم الخراساني ، فقتل أبو مسلم سلمَ بن أحوز الذي قتل يحيى ، وأنزل جثة يحيى فصلى عليها ، ودفنت هناك ، وأظهر أهل خراسان النياحة على يحيى سبعة أيام في سائر أعمالها ، ولم يولد في تلك السنة بخراسان مولود إلاّ سمي بيحيى أو زيد. وقبره الآن مشهور مزور إلى هذه الغاية (١).
هذي هي حقيقة الأمويين وسياستهم ، وأفعالهم وجرائمهم ، فلا بدع إذن أن يحدث الانفجار ، وتهب العاصفة ، لتدمر ملكهم العضوض الكسروي ، وتسحق كل ما فيه من آثارهم.
العهد العباسي
استغل بنو العباس سخط الرعية على بني أمية ، ومعارضة الشيعة لحكمهم وتعلق الناس بالعلويين ، وأظهروا أن غايتهم الأولى إسقاط الأمويين ، وإراحة الناس من ظلمهم ، ثم يختارون من تتفق عليه الكلمة من آل بيت
__________________
(١) مقاتل الطالبيين : ١٥٠ وقصته في الكامل في التاريخ ٤ : ٤٧٢ ، والبداية والنهاية / ابن كثير ١٠ : ٦.