الرسول ، فالعباسيون لم يقدموا في بدء الأمر أشخاصا منهم ولا من غيرهم ، وإنما قدموا المبدأ الذي يدافعون عنه ، وهو «الرضا من آل محمد» ، وكانوا يتذرعون بثأر الحسين وزيد وولده يحيى! وهذه نبذة من أخبارهم :
أبو العباس السفاح : كان من المتوقع أن يحابي السفاح أبناء علي وشيعتهم ، ويقربهم ويفضلهم على الناس أجمعين ، لأنهم كانوا والعباسيين حلفاء وحزبا واحدا ضد الأمويين ، وكان العباسيون يموهون على الناس بأنهم يدعون إلى أبناء علي ، لأنهم أقرب إلى القلوب من العباسيين وأعظم شأنا ومنزلة عند المسلمين ، ولكن بني العباس غيروا سياستهم بعد أن أصبحت السيادة في أيديهم ، فتنكروا للعلويين وشيعتهم ، وأوعزوا إلى الشعراء أن يعرضوا بأولاد علي ، وينفوا عنهم حق الخلافة.
لكن هذه الفترة ، من اُخريات الأمويين ، وأوليات العباسيين كانت فرصة مواتية للإمام محمد الباقر ، وولده الإمام جعفر الصادق عليهماالسلام إلى بث علوم أهل البيت ، ونشرها على الناس ، وكان من أثرهما هذه الأحاديث التي أغنت المكتبة العربية في شتى العلوم بخاصة التشريع والفلسفة والتفسير والأخلاق. المنصور : قال المؤرخون : كان أخوه «أبو العباس السفاح» أول خلفاء البيت العباسي ، ولكن المنصور يعد في الواقع المؤسس الحقيقي لتلك الدولة ، ومشيد مجدها ، وإليه يعزى تمكين الأسرة العباسية من الحكم الذي زاولته طوال هذه المدة ، والنفوذ الذي تمتعت به. واتفق المؤرخون على أن أخلاقه كانت مزيجا من الخير والشر ، وانه كان ملما بطبائع الناس.