بخيرك من شره» (١).
وكان المعلى بن خنيس من الشيعة المقربين لدى الصادق ، وكان مولاه ووكيله ، فكتب المنصور إلى عامله على المدينة ، وهو داود بن علي بقتله ، فاستدعاه داود ، وقال له : اكتب أسماء الشيعة ، وإلاّ ضربت عنقك.
فقال : أبالقتل تهددني؟! واللّه لو كان اسم أحدهم تحت قدمي ما رفعتها. فضرب عنقه وصلبه.
المهدي : مات المنصور؛ وقام ولده محمد الملقب بالمهدي ، وبقي في الحكم من سنة ١٥٨ إلى سنة ١٦٩ هـ ، وكان أبوه قد أتم المهمة ، وانتهى من تنفيذ ما أعده من خطط الاغتيال والفتك بقوى الخير والصلاح ولم ينج منه إلاّ اثنان : علي بن العباس بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، فأخذه المهدي وسجنه ، ثم دس إليه السم ، فتفسخ لحمه ، وتباينت أعضاؤه (٢).
وعيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، توارى من المهدي خوفا على نفسه ، قال أبو الفرج : «كان عيسى أفضل من بقي من أهله دينا ، وعلما ، وورعا ، وزهدا ، وتقشفا ، وأشدهم بصيرة في أمره ومذهبه ، مع علمٍ كثير ، وروايةٍ للحديث ، وطلبٍ له ، صغره وكبره» (٣).
هرب عيسى من المهدي ، واختبأ في الكوفة في دار بعض الشيعة ، وهو
__________________
(١) العقد الفريد ١ : ٢٤٥.
(٢) مقاتل الطالبيين : ٣٤٢ / ٣٤.
(٣) مقاتل الطالبيين : ٣٤٥.