ومات في حبسه إسحاق بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب (١).
ودخل عليه العباس بن محمد بن عبداللّه بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، فقال له هارون : يا ابن الفاعلة! فقال العباس : تلك أمك. فأمر به ، فضرب بعامود من حديد ، فمات (٢).
الإمام الكاظم عليهالسلام والرشيد : جاء في (عيون أخبار الرضا) : أن المأمون قال : ما زلت أحب أهل البيت ، وأظهر للرشيد بغضهم تقربا إليه ، فلما حج الرشيد كنت معه ، ولما كان بالمدينة دخل عليه الإمام موسى بن جعفر ، فأكرمه ، وجثى على ركبتيه ، وعانقه يسأله عن حاله وعياله ، ولما قام الإمام نهض الرشيد وودعه باجلال واحترام ، فلما خرج سألت أبي ، وقلت له : من هذا الذي فعلت معه شيئا لم تفعله بأحد سواه؟ فقال لي : هذا وارث علم النبيين ، هذا موسى بن جعفر ، فإن أردت العلم الصحيح فعند هذا (٣).
ولكن بعد حين أرسل الرشيد جلاوزته إلى الإمام موسى بن جعفر ، وكان يتعبد عند قبر جده ، فأخرجوه منه ، وقيدوه ، وأرسله الرشيد إلى البصرة ، وكان عليها عيسى بن جعفر بن المنصور ، فحبسه عنده سنة ، ثم كتب عيسى إلى الرشيد أن خذه مني ، وسلمه إلى من شئت ، وإلاّ خليت سبيله ، فقد اجتهدت أن
__________________
(١) مقاتل الطالبيين : ٤١٨ / ٤٧.
(٢) مقاتل الطالبيين : ٤١٣ / ٤٥.
(٣) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٧٥ ـ ٧٦ / ١٢.