آخذ عليه حجة فما قدرت على ذلك. فحبسه ببغداد عند الفضل بن الربيع ، ثم عند الفضل بن يحيى ثم عند السندي بن شاهك (١).
قال ابن الأثير : وكان سبب حبسه أن الرشيد اعتمر في شهر رمضان من سنة تسع وسبعين ومائة ، فلما عاد إلى المدينة على ساكنها الصلاة والسلام ، دخل إلى قبر النبي صلىاللهعليهوآله يزوره ومعه الناس ، فلما انتهى إلى القبر ، وقف فقال : السلام عليك يا ابن عم ، إفتخارا على مَن حوله ، فدنا موسى بن جعفر فقال : السلام عليك يا ابتِ فتغير وجه الرشيد وقال : هذا الفخر يا أبا الحسن جدّا ، ثم أخذه معه إلى العراق فحسبه عند السندي بن شاهك. وأخيرا تخلص منه بالسم ، وقيل : ان السندي لفه على بساط ، وقعد الفراشون على وجهه ، فانتقل إلى ربه خنقا (٢).
الإمام الرضا عليهالسلام والرشيد : بعد وفاة الإمام الكاظم أرسل الرشيد أحد قواده إلى المدينة ، وهو الجلودي ، وأمره أن يهجم على دور آل أبي طالب ، ويسلب نساءهم ولا يدع على واحدة منهن إلاّ ثوبا واحدا ، فامتثل الجلودي ، حتى وصل إلى دار الإمام الرضا ، فجعل الإمام النساء كلهن في بيت واحد ، ووقف على باب البيت ، فقال الجلودي : لابد من دخول البيت ، وسلب النساء! فتوسل إليه ، وحلف له أنه يأتيه بكل ما عليهن من حلي وحلل ، على أن يبقى الجلودي مكانه ، ولم يزل يلاطفه حتى أقنعه ، ودخل الإمام ، وأخذ جميع ما
__________________
(١) انظر : مقاتل الطالبيين : ٤١٥ ـ ٤١٦ ، الإرشاد ٢ : ٢٣٩ ـ ٢٤٢.
(٢) مقاتل الطالبيين : ٤١٧.