وهكذا وُجد التشيع في إطار الرسالة الإسلامية متمثلاً في هذه الإطروحة النبوية التي وضعها النبي صلىاللهعليهوآله ـ بأمرٍ من اللّه ـ للحفاظ على مستقبل الرسالة.
وهكذا وُجد التشيع لا كظاهرة طارئة على مسرح الأحداث ، بل كنتيجة ضرورية لطبيعة تكوّن الرسالة وحاجاتها وظروفها الأصلية التي كانت تفرض على الإسلام أن يلدَ (التشيّع) ، وبمعنى آخر كانت تفرض على القائد الأول للتجربة ان يُعدَّ للتجربةِ قائدها الثاني الذي تواصل على يده ويد خلفائه نموها الثوري ، وتقترب نحو اكتمال هدفها التغييري في اجتثاث كل رواسب الماضي الجاهلي وجذوره ، وبناء أمة جديدة على مستوى متطلبات الرسالة ومسؤولياتها.
إذا كان التحليل المتقدم قد أثبت أن التشيع لعلي عليهالسلام هو ضرورة لطبيعة تكوّن الدعوة ، ولمستقبلها ، فإنّ ظهور هذا الاصطلاح على لسان النبي صلىاللهعليهوآله ، وكذلك تميّز النواة الأولى لهذا الاتجاه على عهده صلىاللهعليهوآله ، خير ما يؤكد تلك النتيجة ، ويرفعها إلى مستوى الحقيقة التاريخية.
__________________
وغيرها.
وحديث : « إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ... » ، وأشار صلىاللهعليهوآله إلى علي عليهالسلام ، مسند أحمد ٣ : ٨٢ ، صحيح ابن حبان ٩ : ٤٦ / ٦٨٩٨ ، ومستدرك الحاكم ٣ : ١٢٣ ووافقه الذهبي وقال : صحيح على شرط الشيخين ، وتاريخ بغداد ٨ : ٤٣٣ ، والبداية والنهاية ٧ : ٣٧٥ وغيرها.