على النساء من ثياب ومصاغ وجميع ما في الدار من أثاث ، وسلمه إلى الجلودي ، فحمله إلى الرشيد. وحين ملك المأمون غضب على هذا الجلودي ، وأراد قتله ، وكان الإمام الرضا حاضرا ، فطلب من المأمون أن يعفو عنه ، ويهبه له ، فظن الجلودي أن الإمام يحرض المأمون على قتله ، لما سبق من إساءته. فقال الجلودي للمأمون : أسألك باللّه أن لا تقبل قوله فيَّ. فقال المأمون : واللّه لا أقبل قوله فيك ، اضربوا عنقه ، فضربت (١).
وهناك مظالم أخرى للرشيد مع العلويين وشيعتهم نتركها خوف الاطالة ، ولأن الشاهد يدل على الغائب ، وهو كافٍ وافٍ للتعبيرعن حقيقة الرشيد وسياسته ، وحقيقة مالقي أهل بيت النبي من الظلم والجور الذي لم تلق مثله أسرة في التاريخ ..
الأمين : مات هارون الرشيد بطوس سنة ١٩٣ هـ ، وفيها بويع لابنه الأمين ، قال أبو الفرج في مقاتل الطالبيين : كانت سيرة الأمين في أمر آل أبي طالب خلاف من تقدم ، لتشاغله بما كان فيه من اللهو والادمان له ، ثم الحرب بينه وبين المأمون ، حتى قتل ، فلم يحدث على أحد منهم ـ أي من آل أبي طالب ـ في أيامه حدث بوجه ولا سبب (٢).
المأمون : قتل المأمون أخاه الأمين ، واستقام له الأمر ، وانبسط التشيع في عهده وعهد أبيه ، وانتشر في كل بقعة من بقع الاسلام ، حتى امتدت جذوره إلى
__________________
(١) أعيان الشيعة ٢ : ٥٦٤.
(٢) مقاتل الطالبيين : ٤٢٠.