وصل المهتدي (محمد بن الواثق بن المعتصم) إلى السلطة بعد هلاك المعتزّ سنة ٢٥٥ هـ ، وحين قتله الأتراك شرّ قتلة سنة ٢٥٦ جاء بعده إلى السلطة المعتمد (أحمد بن المتوكّل بن المعتصم ، ٢٥٦ ـ ٢٧٩ هـ).
أمّا المهتدي فيكفي دليلاً على سوء سيرته أنّه تعرّض خلال مدّة حكمه القصيرة ـ وهي سنة واحدة ـ أكثر من عشرين علويا للقتل صبرا أو الأسر أو السجن (١).
وكم حاول المهتدي وبشتى الوسائل القضاء على الإمام العسكري عليهالسلام كما دلّت عليه ذلك جملة من الروايات المتظافرة (٢) لكنّ اللّه قصف عمره فقُتل بعد هوان واستخفاف (٣).
وأمّا المعتمد فقد استفتح أيّام سلطته بإيغاله في دماء الطالبيين ، ومع حبس العشرات منهم والتنكيل بهم (٤) وكان له موقف خسيس من الإمام العسكري عليهالسلام حيث اعتقله عدّة مرّات ، فتارة يسلّمه إلى سجّانه نحرير (٥)
__________________
(١) ينظر تفصيل أسماء من قتلوا في عهده من العلويين في مروج الذهب٤ : ٤٢٩ ، ومقاتل الطالبيين : ٤٣٥ ـ ٤٣٩.
(٢) إثبات الوصية : ٢٥٢ ، والإمام الحسن العسكري عليهالسلام سيرة وتاريخ / الأستاذ علي موسى الكعبي : ٨٥ ـ ٨٦.
(٣) أصول الكافي١ : ٥١٠ / ١٦.
(٤) ينظر : مقاتل الطالبيين : ٤٤٠ ـ ٤٤٣.
(٥) أصول الكافي١ : ٥١٣ / ٢٦ باب مولد أبي محمد الحسن العسكري عليهالسلام.