ولادة الاصطلاح : فأما على مستوى الاصطلاح ، فقد جاء أكثر من حديث نبوي ، يعلن عنه ، في إطاره التام ، الكاشف عن أغراضه وأبعاده المطابقة لثمرات التحليل السابق :
١ ـ أخرج أصحاب التفسير ، أنه لما نزل قول تعالى : «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولـئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيِّةِ» (١). قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : «هم أنت يا علي وشيعتك» (٢).
وفي رواية أخرى : «هم أنت وشيعتك ، تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين ، ويأتي عدوك غضابا مقمحين» (٣).
٢ ـ أخرج ابن عساكر ، عن جابر بن عبداللّه الانصاري ، قال : كنا عند النبي صلىاللهعليهوآله فأقبل علي ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله : «والذي نفسي بيده ، إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة» (٤). وأخرجه أيضا الخوارزمي (٥) ، والكنجي الشافعي (٦).
النواة الأولى للتشيع : وعلى هذا المستوى أيضا كان الظهور مبكرا ، وفي
__________________
(١) سورة البيّنة : ٩٨ / ٧.
(٢) تفسير الطبري ٣٠ : ٣٢٠ ، الدر المنثور / السيوطي ٦ : ٣٧٩ ، فتح القدير / الشوكاني ٥ : ٣٩٨ ، روح المعاني / الآلوسي ٣٠ : ٢٠٧.
(٣) الصواعق المحرقة : باب ١١ ، فصل ١ ، الآية ١١.
(٤) ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق ٢ : ٤٤٢.
(٥) المناقب : ١١١.
(٦) كفاية الطالب : ٢١٤.