البيت فرضا واجبا عليهم (١).
وقد عجل تلهف يزيد على أخذ البيعة له من كبار زعماء المعارضة ـ وعلى رأسهم الحسين عليهالسلام ـ في تتابع الأحداث. فكتب إلى الوليد بن عتبة والي المدينة كتابا يخبره فيه بموت معاوية وكتابا آخر جاء فيه : «أما بعد فخذ حسينا ، وعبداللّه بن عمر ، وابن الزبير بالبيعة أخذا ليس فيه رخصة ، حتى يبايعوا ، والسلام» (٢).
ولقد آثر الحسين عليهالسلام أن يتخلص من الوليد بالحسنى حين دعاه إلى البيعة ، فقال له : «مثلي لايبايع سرا ، ولا يجتزئ بها مني سرا ، فإذا خرجت للناس ودعوتهم للبيعة ، ودعوتنا معهم كان الأمر واحدا».
ولكن مروان ـ الذي هو قصص من لعنة اللّه ورسوله صلىاللهعليهوآله ـ قال للوليد : لئن فارقك الساعة ولم يبايع لا قدرت منه على مثلها أبدا حتى تكثر القتلى بينكم وبينه ، ولكن احبسه فإن بايع وإلاّ ضربت عنقه!
فوثب الحسين عليهالسلام عند ذلك وقال : «ويلي عليك يابن الزرقاء ، أنت تأمر بضرب عنقي؟ كذبت ولؤمت» (٣).
ثم أقبل على الوليد. فقال : «أيها الأمير ، إنّا أهل بيت النبوة ، ومعدن الرسالة ، ومختلف الملائكة ، بنا فتح اللّه ، وبنا ختم ، ويزيد فاسق ، فاجر
__________________
(١) الإمامة والسياسة ١ : ١٩٥ ـ ١٩٦.
(٢) الكامل في التاريخ ٣ : ٢٦٣ ، أنساب الأشراف ٤ ، قسم ثان : ١٢.
(٣) أنساب الأشراف ٤ ، قسم ثان : ١٥.