على هذا النحو ينبغي أن يفهم هذا النص وغيره من النصوص.
وانتهت فاجعة كربلاء بمصرع الحسين عليهالسلام وآله وصحبه. ولكن نضال
بقية آل البيت في سبيل إشعار المسلمين بالزيف الديني الذي يقوم عليه الحكم الأموي ، وفي سبيل بث الوعي في هذه الجماهير لم ينته ، ولكن النضال منذ اليوم لن يأخذ شكل الثورة المسلحة ، فقد صرع في كربلاء جميع الثائرين ، إنه منذ اليوم نضال كلامي. ولقد واصلت ثورة الحسين في هذا الإتجاه أخته زينب عقيلة آل أبي طالب.
لقد تحطم منذ ذلك اليوم الإطار الديني الذي أحاط به الحكام الظالمون حكمهم الفاسد ، لم تعد لهذا الحكم حرمة دينية عند الجماهير المسلمة.
وحتى الفتاوى التي تحرم ثورة العادلين على الظالمين الفاسقين ، والتي تجعل مبرر السيطرة على الحكم القدرة على قهر الرعية وظلمها والجور فيها ، وهذه الفتاوى التخديرية التي ما أنزل اللّه بها من سلطان ، بقيت في بطون الكتب ، ولم تعد الجماهير المسلمة تستمع إليها إلاّ قليلاً ... لقد بدأت تتربص للثورة في كل حين.
ثورة التوابين
كان أول رد فعل مباشر لقتل الحسين عليهالسلام هو حركة التوابين في الكوفة.
فلما قتل الحسين عليهالسلام ، ورجع ابن زياد من معسكره بالنخيلة تلاقت الشيعة بالتلاوم والتندم ، ورأت أنها قد أخطأت خطأ كبيرا بدعاء الحسين إلى النصرة وتركهم إجابته ، ومقتله إلى جانبهم ولم ينصروه. ورأوا أنه لايُغسل