قائمة الکتاب
ثورة المختار الثقفي
١٥٨
إعدادات
التشيّع
التشيّع
تحمیل
آلاف (١). ولم يستجب للدعوة من المدائن إلاّ مائة وسبعون رجلاً ، ومن البصرة إلاّ ثلاثمائة رجل (٢). فالعمل الانتحاري لايستهوي إلاّ أفرادا على مستوى عال من التضحية والتشبع بالمبدأ ، وهؤلاء قلة في كل زمان.
هذا ، ولكن الإنصاف للواقع يقتضينا أن نسجل أن هذه الثورة وإن كانت ثورة انتحارية ، ولم تكن لها أهداف اجتماعية واضحة ، إلاّ أنها أثرت في مجتمع الكوفة تأثيرا عميقا. فقد عبأت خطب قادة هذه الثورة وشعاراتهم الجماهير في الكوفة للثورة على الحكم الأموي ، ولذلك فلم يكد يبلغهم خبر هلاك يزيد حتى ثاروا على العامل الأموي عمرو بن حريث فأخرجوه من قصر الإمارة واصطلحوا على عامر بن مسعود الذي بايع لابن الزبير (٤) ، فكان ذلك مطلع العهد الذي زال فيه سلطان الأمويين عن العراق إلى حين.
ثورة المختار الثقفي
ودخلت سنة ست وستين للهجرة (٦٦ هـ) فثار المختار بن أبي عبيدة الثقفي بالعراق طالبا ثار الحسين عليهالسلام.
ولكي نعرف السر في استجابة جماهير العراق لابن الزبير أول الأمر ثم إنقلابها عليه ، واستجابتها لدعوة المختار لابد أن نلاحظ أن مجتمع العراق كان يطلب إصلاحا اجتماعيا ، وكان يطلب الثأر من الأمويين وأعوانهم ، وعلى
__________________
(١) تاريخ الطبري ٤ : ٤٦٩.
(٢) تاريخ الطبري ٤ : ٤٦٤.
(٣) تاريخ الطبري ٤ : ٤٠٤.