وانهزم جيشه ، في ٢٥ ذي القعدة من سنة ١٤٥ هـ ، في مدينة باخمرى قرب الكوفة (١).
ثورة الحسين بن علي صاحب فخّ
هو الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهالسلام.
كانت ثورته في أيام الهادي العباسي الذي شدّد السطوة على العلويين ، وجعل على المدينة عمر بن عبد العزيز بن عبداللّه بن عبداللّه بن عمر بن الخطاب فكان شديد الاضطهاد للعلويين حتى طالبهم بعرض أنفسهم عليه كل يوم. وقدم الحسين بن علي على والي المدينة ينفي عن العلويين الاتهامات التي ألصقها بهم ، ومنها أنه اتهم بعضهم بشرب الخمر! فعفا عنهم لكنه عهد إلى أحد عماله بتفقد العلويين في كل يوم ، فعرضهم يوما في المسجد بعد صلاة الجمعة فلم يجد فيهم الحسن بن محمد الذي كان قد تزوج قبل ثلاثة أيام ، فطالبهم باحضاره ، ونشب جدال طويل وعنيف ، ثم استدعى الوالي الحسين ابن علي ويحيى بن عبداللّه بن الحسن فوبخهما وهددهما.
فأراد الحسين أن يخفف من ثورة الوالي ، فقال له : أنت مغضب يا أبا حفص. فأبدى مزيدا من الغضب ، فقال : أتهزأ بي وتخاطبني بكنيتي؟ فقال الحسين : قد كان أبوبكر وعمر ، وهما خير منك ، يخاطبان بالكنى فلا ينكران
__________________
(١) تفصيل أخبار هذه الثورة في : مقاتل الطالبيين : ٢٧٢ ـ ٣٣١ ، تاريخ الطبري ، والكامل في التاريخ : حوادث سنة ١٤٥ هـ ، الفخري في الآداب السلطانية : ١٦٣ ، وينظر في ذلك كتاب (غيبة الإمام المهدي عند الإمام الصادق عليهماالسلام) للسيد الدكتور ثامر العميدي ، الباب الثالث ، الفصل الثالث : ٢١٥ ـ ٢٤٨ ففيه تفصيل ثورة محمد النفس الزكية وأسبابها ومن اشترك فيها وإخمادها.