وكان سعيد يحج في تلك السنة فأوقع بالمعتدين.
وأبو الهيجاء عبد اللّه بن حمدان : هو أحد السيوف البواتر التي أنجبها حمدان بن حمدون ، عاش حياته كلها محاربا ثائرا شأنه شأن أخيه الحسين ، وكان لجرأته على الحرب يسمى أبا الهيجاء ، ولي أمر الموصل أكثر من مرة وعزل أكثر من مرة ، وحدث أن أغارت الأكراد على حلب وكان حديث عهد بها فطاردهم حتى أرمينية ولم يزل بهم حتى استأمنوا له.
وحج بالناس ذات مرة فهاجمت الحجيج بنو كلاب فلاحقهم أبو الهيجاء وأوقع بهم وكان معه أخوه داود.
وكما ولي حلب وديار ربيعة فقد ولي خراسان والدينور ، وكانت إقامته غالبا في بغداد ومنها يحكم الإقليم التي يلي أمرها عن طريق أبنائه أو أنصاره ، ولقد ثار على الخليفة غير مرة ودخل السجن غير مرة ، واشترك في خلع المقتدر سنة ٣١٧ هـ غير أن الخطة فشلت فأرسل الخليفة إليه من قتله.
ولعل أبا الهيجاء يعتبر أسعد إخوته حظا لأنه أنجب أشهر حمدانيَّين عرفهما التاريخ وهما سيف الدولة «علي» وناصر الدولة «الحسن».
إمارة الموصل
والواقع أنهم اختاروا الموصل لأكثر من سبب؛ فهي جماع عصبتهم ، وهي غنية بخيراتها ، حتى أن ميرة بغداد كانت منها ، هذا فضلاً عن أن المنطقة كلها من العرب المتعصبين للحمدانيين من أمثال ديار ربيعة وديار بكر وديار مضر.
على أن أبا الهيجاء عبداللّه بن حمدان هو الأمير الوحيد من بين إخوته