وعن المزيديين والشعر يتحدث الدكتور علي جواد الطاهر : كانت مكانة بني مزيد في الشعر بارزة بروزها في التاريخ ، ولقد مدح الشعراء نور الدولة دبيس بن علي بن مزيد ، فلما توفي في سنة ٤٧٤ رثوه فأكثروا ، ولقد رثوه بعد وفاته بأكثر مما مدحوه في حياته ، وظل ذكره يتردد عند مدح أعقابه ولما أفضت الإمارة بعد وفاته إلى ولده بهاء الدولة منصور ، هنأه البندنيجي ودعا للسلطان ملكشاه.
الإمارة المزيدية في الحلة
إن الأمير سيف الدولة صدقة مصّر الحلة ، واتخذها عاصمة إمارته ، وكان سبب تمصيرها أمرا سياسيا ، وهو أن الأمير سيف الدولة كان يرقب الفرص للانفصال عن جسم الدولة السلجوقية تحقيقا لأمنية جده دبيس ، فلما قوي أمره واشتد إزره وكثرت أمواله وانشغل السلاجقة بالانشقاقات التي وقعت بينهم ، رأى الظروف ملائمة لتحقيق أمنيته ، فمصّر الحلة واتخذها عاصمته سنة ٤٩٥ هـ. قال ياقوت الحموي :
« كان أول من عمرها ونزلها سيف الدولة صدقة بن منصور بن دبيس بن علي بن مزيد الأسدي ، وكانت منازل آبائه الدور من النيل ، فلما قوي أمره واشتد إزره وكثرت أمواله لانشغال الملوك السلجوقية : بركيارق ومحمد وسنجر أولاد ملك شاه بن ألب أرسلان بما تواتر بينهم من الحروب ، انتقل إلى الجامعين موضع في غرب الفرات ليبعد عن الطالب ، وذلك في المحرم سنة