القديمة على ما يبدو ، ولعل موقعه في (باب التبانة) الحالية.
أمين الدولة مؤسس دار العلم
كان أمين الدولة ـ أول حكام طرابلس من أسرة بني عمّار ـ رجلاً عاقلاً فقيها ، سديد الرأي ومن علماء الشيعة ، كما كان كاتبا مجيدا ، ألف كثيرا من الكتب النفسية.
كذلك فإنّ أمين الدولة اتخذ له دار علم جمع فيها ما يزيد على مائة ألف كتاب وقفا. وكان يرسل المراسلات إلى أقطار البلاد ويبذل الأثمان الباهظة ، ويجلب الكتب النادرة لهذه الدار ويهتم بالعلم ويحنو على العلماء ، ويستميل طلاب العلم إلى عاصمة إمارته. وجاء عمله هذا شبيها بما قام به سيف الدولة الحمداني في حلب.
وكانت بطرابلس مدرسة عرفت باسم «دار الحكمة» وقد استقبلت عددا كبيرا من طلاب العلم ، حتى وقفت جنبا إلى جنب مع «دار الحكمة» بمصر الفاطمية. فنشرت العلوم والآداب والثقافة. وأصبحت طرابلس بذلك ميدان علم ودرس ومباراة في التعليم. ومركزا من أعظم المراكز الشيعية في العصر الوسيط وكعبة يحج إليها طلاب العلم للأخذ من علمائها مختلف العلوم والفنون من فقه وحديث ولغة وأدب وفلسفة وهندسة وطب وغيره ، وللإطلاع على المصنفات والمخطوطات العلمية والأدبية والدينية والفلسفية التي كانت تحتويها مكتبتها. وكانت بطرابلس عدة حلقات علمية يعقدها كبار العلماء نذكر منهم المحدث المشهور خيثمة بن سليمان القرشي الاطرابلسي ، وابن أبي