حيث يصل الهواء إلى الرئتين. وهكذا الرؤية والأبصار ، فإن العلل الموجدة لها في الانسان لا تحقق إبصارا من دون قيد أو شرط ، بل تحقق إبصارا معينا من كل جهة ، بواسطة الوسائل اللازمة له. وهذه الحقيقة سارية في كل ظواهر الطبيعة.
والقرآن الكريم يسمي هذه الحقيقة بـ «القدر» وينسبها إلى خالق الكون ومصدر الوجود ، بقوله تعالى : «إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ» (١).
ويقول : «وَإِن مِن شَيْءٍ إِلاَّ عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ» (٢).
وكما أن كل ظاهرة وحادثة في نظم الخلقة تعتبر ضرورية الوجود وفقا للقضاء الإلهي ، ويتحتم وجودها ، فكذلك وفقا للقدر فان كل ظاهرة أو حادثة عند تحققها لاتتخلف عن المقدار المعين لها من قبل اللّه تعالى.
يتضمن هذا العنصر عدة مفردات أساسية منها :
قال العلامة الحلي : «وقالت الإمامية ومتابعوهم من المعتزلة : إنّ جميع أفعال اللّه تعالى حكمة وصواب ، ليس فيها ظلم ولا جور ولا كذب ولا عبث ولا فاحشة ، والفواحش ، والقبائح والكذب والجهل من أفعال العباد واللّه تعالى
__________________
(١) سورة القمر : ٥٤ / ٤٩.
(٢) سورة الحجر : ١٥ / ٢١.