وعقاب.
وقد تواتر عن أئمة أهل البيت عليهمالسلام قولهم : «لا جبر ولا تفويض بل أمر بين أمرين» (١).
قال الشيخ المفيد أبو عبداللّه رحمهالله : العدل؛ هو الجزاء على العمل بقدر المستحقّ عليه ، والظّلم؛ هو منع الحقوق ، واللّه تعالى عدل كريم جواد متفضّل رحيم ، قد ضمن الجزاء على الأعمال ، والعوض على المبتدئ من الآلام ، ووعد التفضّل بعد ذلك بزيادة من عنده.
فقال تعالى : «لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ» (٢) الآية ، فخبّر أنّ للمحسنين الثواب المستحق وزيادة من عنده وقال : «مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا» يعني له عشر أمثال ما يستحق عليها. «وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَيُظْلَمُونَ» (٣) يريد أنّه لا يُجازيه بأكثر ممّا يستحقّه ، ثمّ ضمن بعد ذلك العفو ووعد بالغفران.
فقال سبحانه : «وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ» (٤) ، وقال
__________________
(١) التشيع / الغريفي : ٥٣٤ ـ ٥٣٦.
(٢) سورة يونس : ١٠ / ٢٦.
(٣) سورة الأنعام : ٦ / ١٦٠.
(٤) سورة الرعد : ١٣ / ٦.