سبحانه : «إِنَّ اللّه لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذلِكَ لِمَن يَشَاءُ» (٥).
وقال سبحانه : «قُلْ بِفَضْلِ اللّه وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا» (١) ، والحقّ الّذي للعبد هو ما جعله اللّه تعالى حقّا له واقتضاه جود اللّه وكرمه ، وإن كان لو حاسبه بالعدل لم يكن له عليه بعد النّعم التي أسلفها حقّ ، لأنّه تعالى ابتدأ خلقه بالنّعم وأوجب عليهم بها الشّكر ، وليس أحد من الخلق يكافئ نعم اللّه تعالى عليه بعمل ، ولا يشكره أحد إلاّ وهو مقصّر بالشّكر عن حقّ النّعمة.
وقد أجمع أهل القبلة على أنّ من قال : إنّي وفيت جميع ما للّه تعالى عليّ وكافأت نعمه بالشّكر ، فهو ضالّ ، وأجمعوا على أنّهم مقصّرون عن حقّ الشّكر ، وأنّ للّه عليهم حقوقا لو مدّ في أعمارهم إلى آخر مدى الزّمان لما وفوا للّه سبحانه بما لَهُ عليهم ، فدلّ ذلك على أنّ ما جعله حقّا لهم فإنّما جعله بفضله وجوده وكرمه (٢).
كل ما يقوم به الإنسان من فعل ، يعتبر ظاهرة من ظواهر عالم الخلقة ، ويرتبط تحققه كسائر الظواهر بالعلة ارتباطا كاملاً.
ومن ناحية أخرى فإنّ الانسان هو جزء من عالم الخلقة ، ويرتبط مع سائر
__________________
(١) سورة النساء : ٤ / ٤٨.
(٢) سورة يونس : ١٠ / ٥٨.
(٣) تصحيح اعتقادات الإمامية / الشيخ المفيد : ١٠٣ ـ ١٠٥.