يكشف وببساطة عن حقيقتين ، هما :
١ ـ أن بين جميع المراحل التي يطويها نوع من أنواع الكائنات الحية هناك اتصالاً وارتباطا قائما مادامت الحياة فيه قائمة.
٢ ـ أن هناك قانونا ما ، تسير وفقه وتنتظم تلك المراحل والأدوار ، وصولاً إلى الغاية في التكامل التكويني لكل نوع من أنواع الكائنات الحية.
والقرآن العظيم يؤيد هذه الحركة وهذا الاستنتاج في أن أنواع الكائنات الحية تهتدي بهدي اللّه تعالى في طريق تكاملها وكمالها : «الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى» (١).
ويقول جل ذكره : «الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى * وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى» (٢).
بديهي أن النوع الانساني لا يستثنى من هذه الهداية التكوينية التي تهيمن على جميع الكائنات في العالم ، إنها تسيطر على الإنسان أيضا ، وبما أن كل كائن يستمر في طريقه نحو التكامل بما لديه من قدرة وقابلية ، فكذلك الإنسان يُساق نحو الكمال الواقعي بواسطة الهداية التكوينية. غير أن للإنسان امتياز آخر على سائر المخلوقات ، ألاَ وهو العقل. فالعقل يدعو الإنسان إلى التفكر والتدبر ، وأن ينتفع من كل وسيلة ممكنة ، لتحقق أهدافه وأغراضه.
__________________
(١) سورة طه : ٢٠ / ٥٠.
(٢) سورة الأعلى : ٨٧ / ٢ـ٣.