وبهذا تتلخّص مهمة الأنبياء عليهمالسلام ، بالهداية إلى طريقة التكامل وقوانينه ، في بعديه ، الدنيوي والأخروي.
أي أن هذا النظام واكتشافه هو خارج عن نطاق العقل الإنساني وعن قدراته ، فلابد من أن يكون له طريق آخر.
فبمقتضى نظرية الهداية العامة ، التي ترى ضرورة هذا الإدراك في النوع البشري ، لابدمن وجود سبيل آخر يرشد النوع الإنساني إلى ذلك القانون ، إلى الواجبات الواقعية للحياة. ذلك السبيل هو ما يسمى بـ «الوحي».
وبما أن هذا الطريق مختلف عن غيره ، موقوف على استعدادات رفيعة من طراز خاص ، فقد اصطفى اللّه تعالى له أفرادا من عباده ، جعلهم أنبياءه ورسله إلى العباد ، يتلقّون الوحي بوعي تام ، ويبثونه إلى الناس بأمانة تامة.
قال تعالى : «إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ» (١) ، «رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّه حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ» (١).
لما كان الأنبياء يمتازون بـ «الوحي» والنبوة ، فعند ظهورهم في كل زمن كانوا آحادا ، فجعل اللّه هداية الناس على عاتق هؤلاء ، بما اُمروا من دعوة
__________________
(١) سورة النساء : ٤ / ١٦٣.
(١) سورة النساء : ٤ / ١٦٥.