وكتاب (من لايحضره الفقيه) هو الموسوعة الحديثية الجامعة الثانية التي وصلتنا من كتب الفقه المؤلّفة في هذه الفترة بعد (الكافي) للكليني. ولا نريد أن نستقصي أسماء فقهاء ومحدثي هذه المدرسة.
ويكفي القارئ أن يراجع كتاب (مجالس المؤمنين) للقاضي نور اللّه التستري ، ليلمس سعة هذه المدرسة وضخامتها ، وما انجبته هذه المدرسة من كبار الفقهاء والمحدثين ، وما خلقته من موسوعات فقهية وحديثية وتراث فكري ضخم.
وأولى هذه الملامح وأهمها : التوسعة في تدوين الحديث وجمعه في موسوعات حديثية شاملة.
وظهر في هذه الفترة لون جديد من الكتابة الفقهية ، وهي الرسائل الجوابية ، في المسائل الفقهية الواردة من السائلين ، وهي رسائل غالبا ما تكون استدلالية مفصلة تستقصي الأحاديث الواردة في المسألة.
وقد أسهم ذلك في تطوير البحث الفقهي في هذه الفترة ، فكانت نقطة بداية للرأي والنظر إن صح هذا الاعتبار.
ومع ذلك فقد كان البحث الفقهي في هذه الفترة يقضي مراحل نموه الأولية. ولم يتجاوز في الغالب حدود الفروع الفقهية المذكورة في حديث (أهل البيت عليهمالسلام) ، ولم يفرغ الفقهاء بصورة كاملة لتفريع فروع جديدة