من أهل البيت عليهمالسلام ، أولهم الإمام علي ، ثم الحسن ، ثم الحسين ، ثم التسعة من ولد الحسين عليهمالسلام على الترتيب المعروف ، والذي سيأتي ذكره في موضع لاحق.
فإذا قيل : فلان شيعي عُرِف أنّه منهم. أمّا إذا كان من غيرهم فينسب إلى التسمية الخاصة ، فيقال : فلان زيدي ، أو إسماعيلي. وهكذا.
وهكذا غلب اصطلاح التشيع على هذه الطائفة ، وانصرف المراد منه إليها ، إلاّ مع وجود قرينة تفيد شمول سائر فرق الشيعة.
يتضح جليا من السيرة النبوية أن النبي صلىاللهعليهوآله كان ومنذ فجر الرسالة ، قد أولى شخصا واحدا عناية خاصة ، شخصا كان يرشحه عمقُ وجوده في كيان هذه الرسالة ، اختاره ليعده إعدادا رساليا وقياديا خاصا ، لتتمثل فيه المرجعية الفكرية والزعامة السياسية للتجربة ، وليواصل بعده ـ بمساندة القاعدة الشعبية الواعية من المهاجرين والأنصار ـ قيادة الاُمة وبناءها عقائديا ، وتقريبها باستمرار نحو المستوى الذي يُؤهلها لتحمل المسؤوليات القيادية.
ولم يكن هذا الشخص المرشح للإعداد الرسالي القيادي ، والمنصوب لتسلم مستقبل الرسالة ، وتزعمها فكريا وسياسيا ، إلاّ عليّ بن أبيطالب ، الذي رشحه لذلك عمقُ وجوده في كيان الدعوة ، وإنه المسلم الأول ، والمجاهد الأول في سبيلها عِبَر كفاحها المرير ضد كلّ أعدائها ، وكذلك عمقُ وجوده في