والمناظرة والمباحثة. ومن أشهر روادها ، الشاعر الفيلسوف أبو العلاء المعري ، المتوفى سنه ٤٤٩ هـ (١٠٥٧ م) ، فقد طالما ذكرها وذكر بعض القائمين على أمرها ، وآثر الإقامة بها يوم كان ببغداد.
وكان جماعة من العلماء يهبون مؤلفاتهم لهذه الخزانة (١).
وقد ضمت هذه الخزانة نوادر الكتب وأعلاقها. وفي أيام الشريف المرتضى (ت ٤٣٦ هـ) كان هو المتعهد بهذه الدار.
لم تعش هذه الخزانة طويلاً. بل لم يتجاوز عمرها سبعين سنة ، لأن الأحداث الجسام التي حلت ببغداد كان لها أسوأ الأثر في هذه الخزانة. قال أبو الفرج بن الجوزي : احترقت بغداد ، الكرخ وغيره وبين السورين ، واحترقت فيه خزانة الكتب التي وقفها أردشير الوزير ، ونهبت بعض كتبها. جاء عميد الملك الكندري فاختار من الكتب خيرها ، وكان بها عشرة آلاف مجلد وأربعمائة مجلد من أصناف العلوم ، منها مائة مصحف بخطوط بني مقلة وكان العامة قد نهبوا بعضها لما وقع الحريق ، فأزالهم عميد الملك وقعد يختارها ، فنُسب ذلك إلى سوء سيره وفساد اختياره. وشتان بين فعله وفعل نظام الملك. الذي عمّر المدارس ودُور العلم في بلاد الإسلام ، ووقف الكتب وغيرها (٢).
وكان السلاجقة الجهلاء وراء حرقها وتدميرها.
نقل عن القاضي أبي القاسم التنوخي صاحب الشريف المرتضى
__________________
(١) كوركيس عواد / خزائن الكتب القديمة في العراق. (دار العلم ببغداد = خزانة سابور).
(٢) المنتظم : حوادث سنة ٤٥١ هـ.