وتلميذه ، إنه قال عن عدد محتويات ومقتنيات مكتبة أستاذه الشريف المرتضى : حصرنا كتبه ، فوجدناها ثمانين ألف مجلد من مصنفاته ومحفوظاته ومقروءاته.
وقال الثعالبي في كتابه (يتيمة الدهر) منوها بقيمة خزانة الشريف : إنها قوّمت بثلاثين ألف دينار ، بعد أن أهدى إلى الرؤساء والوزراء منها شطرا عظيما.
كانت هذه الخزانة من أهم الدور العلمية التي يرتادها ويرجع إليها العلماء والأدباء من زملاء وتلامذة الشريف المرتضى وحضار مجلسه العلمي الذي كان يعقده على مدار السنة في منزله ببغداد.
كما أنه ـ رضوان اللّه عليه ـ اتخذ من داره الواسعة مدرسة عظيمة ، تضم بين جدرانها ثلّة من طلاب الفقه والكلام والتفسير واللغة والشعر والعلوم الأخرى كعلم الفلك والحساب وغيره ، وحتى سميت أو سماها (دار العلم) ، وأعد له مجلسا للمناظرات فيها.
وقد استفاض عنه إنفاقه على مدرسته العلمية التي تعهد بكفاية طلابها مؤونة ومعاشا ، حتى أنه وقف قرية من قراه تصرف مواردها على قراطيس الفقهاء والتلاميذ (١).
يقول كوركيس عواد : أنشأ الشريف الرضي مؤسسة ثقافية أسماها (دار العلم).
وكان ينفق على تلامذتها من ماله الخاص ، ويلقي فيها المحاضرات العلمية.
__________________
(١) يراجع : كوركيس عواد ، خزائن الكتب القديمة في العراق.