المدن بين فرنسا وإيطاليا واطّلع في أثناء رحلاته هذه على عدد کبير من الکتب الخاصة بالسحر والتنجيم ، عاد بعدها إلى کلية الطب في ( مونتبليه ) لإکمال الدکتوراه في سنة ١٥٢٩ وکان معروفاً عنه في هذه الفترة أن له إتجاهات في العلاج تخالف ما هو متعارف عليه وخصوصاً مخالفته لإستعمال الحجامة في العلاج.
وبعد حصوله على الدکتوراه في الطب سنة ١٥٢٩ إستقر به المقام في مدينة [ آجين Agen ] في فرنسا حيث تزوج هناک من فتاة وجاءه منها ولد وبنت ، وتأتي موجة جديدة لوباء الطاعون فتجتاح المنطقة التي هو فيها وليموت فيها ولداه وزوجته ، وحيث لم يکن في قدرته إنقاذهم فقد کان ذلک کارثة عليه وعلى عمله هناک ، وزاد في الطين بلّة أن والدي زوجته أقاما عليه دعوة قضائية يطالبانه فيها بإرجاع مهر إبنتهم إليهما ، ولم تقف سلسلة مشاکله عند هذا الحد وإنما جاءه أمر من محاکم التفتيش التابعة للسلطة الکنسية الکاثوليکية القائمة آنذاک بالمثول أمامها في مدينة [ تولو Toulouse ] الفرنسية بتهمة الکفر ، وهي تهمة خطيرة جداً في ذلک الوقت ، وذلک بسبب ملاحظة کان قد أبداها قبل ذلک بسنوات عندما وقف أمام أحدهم ، وهو صانع تماثيل ، وهو يصب تمثالاً من البرونز لمريم العذراء فقال له : (إنک إنما تصنع شياطين) ، وتم