آخر منها كما لاحظناه مثلاً بالنسبة لبريطانيا في أعقاب الحرب العالمية الثانية عندما بدأت إمبراطوريتها التي لا تغرب عنها الشمس تتداعي وصارت مناطق نقوذها تتساقط بالتدريج لتقع في أيدي الأمريكان ولتبدأ أمريكا.
بالصعود إلى ذروة من ذُرى القوة والجبروت في الوقت الذي صارت فيه بريطانيا تنزل إلى الحضيض وهم اليوم مستمرون في انحدارهم. ولكن ما أشبه اليوم بالبارحة إذ نرى أمريكا وهي تشهد اليوم انحداراً لا توقّف فيه سواء أكان ذلك على المستوى الاقتصادي أو على المستوى الاجتماعي والسياسي ، فمثلاً الديون التي على أمريكا هي اليوم من الضخامة إلى درجة تجعل منها أكثر بلدان العالم ديوناً بعد أن كانت من أكبر الدول الدائِنة في العالم ( أي أنها كانت تعطي ديوناً للدول الأخرى الأقل حظاً منها في ثرائها ) وهي اليوم مَدينةٌ في الغالب لليابان وألمانيا. وقد كشفت الحرب الأمريكية الأخيرة ضد صدام حسين عن مدى الانهاك الذي أصاب هذه القوة العظمى عندما رأينا كيف أنهم لم يتمكنوا من شنّ هذه الحرب وأدامة عجلتها إلا بمساعدات ماليه ضخمة جداً من السعودية والكويت والإمارات العربية واليابان وألمانيا وغيرها ، كما ورأينا الساسة الأمريكان والبريطانيين وهم في جولات تسوّليه إلى هذا البلد أو ذاك.