والإيمان القرطاجي يحتمل تأويلين ، فهو إما أن يكون المقصود منه الدين الإسلامي باعتبار أن قرطاجة بلد إسلامي ويسكنها مسلمون وإيمان أهلها هو الإيمان بدين الإسلام وهو من باب الإستعارة أو الكناية أو أن المقصود به هو الأيمان الذي هو على مذهب أهل قرطاجة القدماء من أهل المدينة القرطاجية التي سبق ذكرها ويكون مذهبهم بذلك هو حالة العداء والتنافس مع الأمبراطورية الرومانية التي كانت قائمة على عهدهم والتي اشتبكوا معها في حروب دامت لثلاثة قرون كما كان من مذهبهم أو تفكيرهم الاستراتيجي هو أنهم لكي يقهروا الرومان ويتخلّصوا من شرهم فلا بد لهم من أن يغزوهم في عقر دارهم وأن يحاربوهم على أرضهم وفي داخل حدودهم وهو ما فعلوه تكراراً وبلغوا الذروة في تطبيق هذا المذهب الإستراتيجي على عهد قائدهم التأريخي هانيبعل الذي دخل وسط إيطاليا ومركز الأمبراطورية الرومانية في حملته الشهيرة التي سبق ذكرها لكي يلحق بهم واحدة من أعظم هزائمهم التي شهدوها في تأريخهم الطويل الذي دام اثني عشر قرناً.
فنوستردامس يقول بذلك أن الإيمان القرطاجي ( وعلى كلا التفسيرين ) سيؤدي إلى حصول إنقسام في الشرق بين مؤيد ومعارض ، متحمِّسيٍ له وناكصٍ عنه ، بين من يسلك هذا المذهب ومن يقف ضده ويدفعه وفي السطر