والكفار المذكرون هنا هم العرب والمسلمون لأنهم لا يؤمنون بما يدين به اليهود والنصارى فهم كفار بالنسبة لهم ، وقد حصل بالفعل أن حلّ هذا التجمع اليهودي بين العرب المسلمين. المُضطَهَدون في بابل هم اليهود أنفُسُهم وهي إشارة إلى ما فعله الملك البابلي [ نبوخذ نصر ] في القرن السادس قبل الميلاد حيث أنه غزا أورشليم ودمَّر هيكل اليهود سنة ٥٨٦ قبل الميلاد وأسر عظماء وكبار اليهود وأخذهم أسرى إلى بابل عاصمة مملكته وسبى نساءهم وذريتهم واتخذ منهم عبيد أرقّاء يعملون في بابل ، واستمر أسرهم هذا لمدة سبعين سنة حتى جاء الملك الفارسي الفاتح كورش [ سايرس ] وأسقط الدولة القائمة في بابل سنة ٥٤٧ قبل الميلاد وسمح عندئذ لليهود بالرجوع إلى أورشليم. ويُعتقَد بأن ابتداء نشوء المعابد أو المحافل الدينية اليهودية المعروفة بالسنكوك كان في فترة أسرهم وسبيهم في بابل. كما إنّ أحبارَ اليهود بدأوا كتابة ( التلموذ ) هناك أيضاً وهو كتابهم المقدس الذي دوّنوا فيه حكمة بني إسرائيل المتوارثة شفهياً وعلى شكل مرويّات.
وإشارة نوستردامس إلى الكيان اليهودي القائم اليوم على أرض فلسطين باسم دولة إسرائيل على أنها إبنة أولئك الذين سباهم نبوخذ نصر هي بحق إشارة