الشهر ثم أمر جيشه بالإنسحاب من موسکو والعودة إلى فرنسا في ١٩ تشرين أول ( أوکتوبر ) وفي طريق إنسحابهم بدأت القواتُ الروسية بالتعرُّضِ لهم وإرباک صفوفهم ، وجاء الشتاء الروسيّ القارص بثلوجه وانجماده فأُصيب الجيشُ الفرنسي بضعف حقيقي ووصل في انسحابه إلى نهر [ برزينا Berezina ] الروسي في ٢٦ / ١١ وکان لا بد لهم من عبوره ، وکان عليه جسرٌ ، فاستغلَّت القوات (٣) الروسية ذلک وبدأت بمشاغلتهم ، وتکبّد جيشُ نابليون على هذا الجسر خسائر عظيمة وتَمَّموا عبورهم له في يومين.
وعندما وصل نابليون إلى باريس يوم ٥ / ١٢ لم يکن معه غير ٣٠٠٠٠ جندي ونجا من جيشه حوالي ٢٠٠٠٠ آخرون فيکون مجموع من بقي من جيشه الهائل هو ٥٠٠٠٠ جندي فقط ، وکانت حملتُه على روسيا هي نکستُه الکبرى إذ بدأت بعدها حروبُ تحريرٍ واسعة لأکثر المناطق والبلدان التي کان قد ضمّها إلى إمبراطوريته. وصار حلفاؤه بالأمس يتحالفون ضده الواحدُ بعد الآخر حتى أُلقيَ القبضُ عليه في ١١ / ٤ / ١٨١٤ ونُفي إلى جزيرة [ ألبا Elba ] الواقعة غربَ البرِّ الإيطاليّ بين ساحلها وجزيرة کورسکا وجاؤوا بأحدهم ونصبوه ملکاً على فرنسا وأعطوه لقب لويس الثامن عشر. وفي