القصر ، شديد النحافة حتى كان أقرانُه يطلقون عليه لقب عود الكبريت ، وكان آباؤه وأجداده ضباطاً في البحرية الأسبانية على مدى قرنين من الزمن ، وسلك هو نفس السبيل فانضمّ إلى الجيش ، وكان زملاؤه يسخرون من صغر حجمه ويعبثون به حتى أنهم أعطوه يوماً بندقية مقطوعة السبطانة ليقولوا له بأن بندقيه كهذه هي التي تناسب حجمك وليس البندقية العادية. ولكنه كان جريئاً على الموت ، وأثناء مشاركته في المعارك الأسبانية في شمال أفريقيا كان يواجه الرصاص بدون مبالاة وفي مواقف يخشى كلُّ واحد من أصحابه أن يرفع رأسه فيها ، فتقدم بسرعة في الترتيب العسكري حتى صار أصغر جنرالات الجيش عمراً في أسبانيا وفي أوروبا كلها نتيجة بلائِه الحسن ، وقامت الحرب العالمية الأولي ولم تنضم أسبانيا الملكية آنذاك إلي أي جانب من جوانب المتحاربين. وتنازل الملك الفونسو الثامن سنة ١٩٢٣ عن السلطة لأحى الجنرالات العسكريين المدعو [ پرايمو دي ريڤيرا ] الذي حكم حكماً دكتاتورياً حتى سنة ١٩٣٠ حيث ترك السلطة وقامت علي أنقاض حكمه حكومه جمهورية يسارية استولت على أملاك الكنيسة والغت مدارسها والغت الأمتيازات التي كان يتمتع بها العسكريون وبدأوا بإصلاح الأرضي الزراعية وغير ذلك من التعديلات الإصلاحية كما أنهم أبعدوا الجنرال