نتيجة لما ذكرناه سابقا لكن أصغر طالب علم في يومنا هذا لا يمكن أن يرجع إلى الحق ولو وجد الأدلة القوية على بطلان ما ذهب اليه أولا !! وكأنّ العودة إلى الحق عار وجريمة تستحق الهجران والاطراح !!.
فتشوا بانفسكم وحاولوا ان تعدوا طلبة العلم الذين رجعوا إلى الحق في مسالة او أكثر ! كم بلغوا على كثرتهم عشرة !! عشرين !!
خذوا على سبيل المثال : ( أصحاب الرسائل الجامعية ) !! أكثر من ثمانية آلاف رسالة لم نعلم طالبا أعلن رجوعه عن خطا وقع فيه !! ولم نعلم طالبا يتبرأ من تصحيح ادلة ضعفا أو تضعيف أدلة صححها أو قبول آراء مرجوحة ... الخ.
كما أرجو ألا يفهم القارئ من كلامي هذا أن جميع الرسائل الجامعية ضعيفة فهذا لم اقله ولن أستطيع أن أقوله لكن لو أخذنا نموذجاً على تلك الرسائل ولتكن ( الرسائل الجامعية ) المتخصصة في ( التاريخ الإسلامي ) نجد انها على أقسام أيضاً منها القوي والضعيف فهذا الضعيف من الرسائل لن تستطيع إقناع أصحابها بالتخلي عن اخطائها خفية فكيف تقنعهم بنشر هذه الاخطاء والرجوع إلى ضدها عبر وسائل الإعلام ! هذا أصبح يشبه المستحيل.
من المسؤول !
وهذا الإصرار على التشبث بالأخطاء له أسبأب عديدة ومتنوعة ومتداخلة وعميقة ، تتعلق بطريقة تكويننا الثقافي ، والنمط الفكري المتبع ، وفي ظني أن هؤلاء الاخوة الذين لا يرجعون عن أخطائهم ليسوا وحدهم المذنبين ، بل لعل الذنب الأكبر يقع على طريقة التعليم التي اتبعناها !! تلك الطريقة التي لم تعلمنا ولم تحبب إلينا الرجوع عن الباطل !! بل زرعت في أنفسنا ـ بطريقة غير