يوفه حقه ولذا جاء بحثه على الرغم من الجهد المبذول فيه تتخلله ثغرات كبيرة ، وتنقصه مرويات مهمة ، ـ في نظري ـ لو توصل إليها ، واستعمل فيها منهجه الذي استعمله مع مرويات سيف بن عمر التميمي ، لاختلفت نتائج بحثه التي انتهي إليها.
والحق ان الدكتور انتهى إلى نتيجة مؤسفة ، وقطع ـ دون أن يستكمل البحث ـ بكون عبد الله بن سبأ لا يعدو أن يكون « شخصية وهمية لم يكن لها وجود » كما قال ذلك في الأسطر الأخيرة في بحثه.
وليت الدكتور حين أعلن هذه النتيجة احترز قائلاً ـ هذا فيما وصلت إليه من نصوص ، أو طالعته من مدونات توفرت لي حين البحث ـ لكان الأمر أخف وان كان فيه ما فيه من الاستعجال والتسرع في الأحكام.
وليت الدكتور ـ أيضاً ـ عرض آراءه وتحليلاته ، وترك للقارئ فرصة الحكم من خلال الدراسة ـ في مسألة تعتبر محل اجماع من لدن سلف الأمة ، والحكم بخلافها نوع من تسفيه أحلام السابقين ، وهي على الأقل تحتاج إلى مزيد من التروي قبل الحكم ، بل ربما أدى إلى التشكيك في هذا التراث الضخم الذي خلفوه ، وأظن الدكتور يعلم أن هناك طائفة من أبناء جلدتنا يتكلمون بالسنتنا ولهم ولع بالجديد المحدث ـ أيا كان ويرمون هجر القديم مهما كان ، وهي محاولة لبتر الأمة ، وقطع صلة الأجيال بتراثها .. فهل تنبه الدكتور إلى هذه النتيجة التي انتهى إليها ، وعلم مكمن الخطر فيها بالنسبة لتراثنا ؟!
وأكد أن ذلك لا يعني الاستماتة في الدفاع عن هذا التراث بحقه وباطله ، فالباحثون المنصفون يعلمون أن هذا التراث يحوي الصحيح والسقيم ، وإذا كانت مهمة المتقدمين في جمع المرويات من أفواه الرواة لم تمكنهم أحيانا من