الترمذي وغيره بسند حسن عن أبي أمامة رضى الله عنه :
« ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه ، إلا أوتوا الجدل ».
ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية :
( مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ ) ( انظر صحيح سنن الترمذي ٣ / ١٠٣ ، والآية ٥٨ من سورة الزخرف ).
ولقد لفت نظري هذه المقدمة التي ابتدأ المالكي بها مقاله في جريدتي الرياض ، والمسلمون من الحصار بأساليب لا أظنها تمر على البيب وإن لم يكن من أهل الاختصاص وانضر إليه مثلاً وهو يقول في جريدة الرياض : لو لم أكن مؤلف كتاب الرياض ولو لم أكن كانت المقالات المنتقدة لشككت في هذا المنتقد ... » !
ولا غرابة فمن المخارج التي اعتادها المالكي ، تسفيه أحلام الآخرين ، وعدم فهمهم ، ورميه لهم بالتهم .. إلى غير ذلك ـ مما يحاول معه استعطاف رأي القرّاء من جانب ، والخروج من المأزق من جانب آخر.
ولقد قال عني « والدكتور سليمان العودة بنى كل مقالاته الأربع على فهم خاطئ لأقوالي وبناء على هذا الفهم الخاطئ ردّ رده ، ثم اتهمني ... » فقد قال مثل ذلك أو قريباً منه لغيري.
ففي رده على ( الفقيهي ) قال المالكي : ومن الأسباب أن الأخ الفقيهي ـ سامحه الله ـ قد حملني أشياء لم أقلها ، وأفهم القرّاء من مقالاتي أشياء لم تخطر لي على بال ، فأجاد ـ سامحه الله ـ التحوير وأساء التفسير لكثير مما كتبته ولم ينس أن يتهمني بالبدعة والاستشراق كما هو ديدن أكثر المؤرخين الاسلاميين أيضاً في هذا العصر ( نحو انقاذ التاريخ الاسلامي ص ٢٢٤ ).