( ... وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) (١).
( هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) (٢).
وهنا تحق ملاحظة : على حين وصفت التوراة الشمس والقمر بمنيرين ، مضيفة صفة الكبر إلى الأولى والصغر إلى الثاني ، يخص القرآن كُلاً منهما بفروق غير تلك التي تتعلق بالحجم. ولاشك أن الفرق في القول فقط ولكن كيف كان يمكن مخاطبة الناس في ذلك العصر دون بلبلتهم مع التعبير في الوقت ذاته عن فكرة أن الشمس والقمر ليسا كوكبين منيرين من طبيعة واحدة ...؟
تسمى الشمس في القرآن بالضياء ، ويسمى القمر بالنور. وإذا شئنا الحقيقة ، ففرق المعنى بين الاثنين ضئيل حتى وإن كان أصل ضياء « ضوءاً » ويعني برق ولمع (يقال ذلك عن النار ... إلى آخره).
ولكن القرآن يحدد الفرق بين الشمس والقمر عبر مقارنات أخرى.
( تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُّنِيرًا ) (٣).
( أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا * وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا
_______________________
(١) سورة النحل : ١٦ / ١٦.
(٢) سورة يونس : ١٠ / ٥.
(٣) سورة الفرقان : ٢٥ / ٦١.