وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا ) (١).
( وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا * وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا ) (٢).
وواضح تماماً أن السراج الوهاج هو الشمس.
ويعرف القمر هنا باعتباره جرماً منيراً ، وأصل الكلمة « نور » (وهي صفة القمر). أما الشمس فيقارنها القرآن (بالسراج) أو بسراج وهّاج.
وبالتأكيد فإن الإنسان في عصر محمد صلىاللهعليهوآله كان يستطيع التفريق بين الشمس الجرم السماوي الملهب الذي يعرفه جيداً سكان الصحراء ، وبين القمر وهو جرم طراوة الليالي. إذن فالمقارنات الخاصة بهذا الموضوع ، والتي نجدها في القرآن طبيعية تماماً. وماتهم الإشارة إليه هنا هو ذلك الإيجاز في المقارنات. بالإضافة إلى عدم احتواء نص القرآن على أي عنصر مقارن كان سائداً في ذلك العصر ، وأصبح اليوم وهماً.
المعروف أن الشمس نجم ينتج باحتراقه الداخلي حرارة شديدة وضوءاً ، على حين أن ليس القمر مضيئاً بذاته. بل هو يعكس الضوء الذي يستقبله من الشمس كما أنه كوكب خامل (ذلك على الأقل بالنسبة لقشرته الخارجية). لاشيء إذن في القرآن يناقض كل ما نعرف اليوم عن هذين الجرمين السماويين.
ما نجد عن هذه المسألة في القرآن يخص النظام الشمسي بشكل رئيسي ، غير أن هناك أيضاً إشارات إلى ظاهرات تفوق النظام الشمسي نفسه ، ولقد
_______________________
(١) سورة نوح : ٧١ / ١٥ ـ ١٦.
(٢) سورة النبأ : ٧٨ / ١٢ ـ ١٣.