بصحتها. ومع ذلك فلم يكن باستطاعة هؤلاء المفكرين الاعتماد على الاستنتاج العلمي ، بل كانوا يعتمدون أكثر ما يعتمدون على التعقل الفلسفي. يدفع كثيراً على سبيل المثال بحالة الفيثاغورثيين الذين كانوا يدافعون في القرن السادس قبل الميلاد عن نظرية دوران الأرض حول نفسها وجري الكواكب حول الشمس ، وهي النظرية التي أكد صحتها العلم الحديث. فإذا قمنا بالتقريب بين حالة الفيثاغورثيين والحالة التي تعنينا ، يصبح من اليسير الدفع بالفرض القائل بأن محمداً صلىاللهعليهوآله كان مفكراً عبقرياً ، وقد تخيل وحده ما اكتشفه العلم الحديث بعده بقرون. وببساطة فهؤلاء النقاد بتفكيرهم هذا ، ينسون ذكر الجوانب الأخرى للإنتاج العقلي عند عباقرة التفكير الفلسفي ، كما ينسون ذكر الأخطاء الجسيمة التي تشين مؤلفاتهم.
على سبيل المثال يجب ألا ننسى أن الفيثاغورثيين كانوا يدافعون أيضاً عن نظريات ثبات الشمس في الفضاء ، وأنهم جعلوها مركز العالم غير متصورين وجود بنية سماوية إلا حول الشمس. الواقع أن وجود خليط من الأفكار الصحيحة والخاطئة عن الكون أمر جار عند كبار الفلاسفة القدامى ، ويجب ألا يبهرنا بريق المفاهيم المتقدمة في هذه المؤلفات الإنسانية ، وينسينا المفاهيم المغلوطة التي خلقتها أيضاً. ذلك ما يفصلها ـ من وجهة النظر العلمية والعلمية فقط ـ عن القرآن الذي نجد فيه ذكر عديد من الموضوعات المتعلقة بالمعارف الحديثة دون أن تكون به أي دعوى مناقضة لما أثبته العلم في عصرنا.
من الإنسان من لم يكن ليتحدث عن حركة
الشمس فيما يتعلق بتعاقب