( رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ ) (١).
( ... بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ ... ) (٢) وهي صورة تعبر عن اتساع المسافة بين نقطتين.
إن الملاحظ لشروقات الشمس وغروباتها يعرف جيداً أن الشمس تشرق من نقاط مختلفة في الشرق وتغرب على نقاط مختلفة في الغرب ، وذلك حسب الفصول. إن العلامات التي تتخذ على كل من الأفقين تحدد نقاطاً قصوى تشير إلى مشرقين ومغربين ، توجد بينهما نقاط وسيطة على مدار السنة. ولاشيء غير عادي في هذه الظاهرة. ولكن ما ينبغي للنظر أن يلتفت إليه هو ما يرجع على موضوعات أخرى محل للبحث في هذا الفصل ، ونجد فيها وصف الظاهرات الفلكية المذكورة في القرآن ، وهذا الوصف يبدو متطابقاً مع المفاهيم الحديثة.
بتذكيرنا للأفكار الحديثة عن تشكل الكون عرضنا للتطور الذي حدث من القديم الأولي إلى تشكل المجرات والنجوم فيما يخص النظام الشمسي إلى ظهور الكواكب انطلاقاً من الشمس في مرحلة ما من تطورها. وتسمح المعطيات الحديثة بالتفكير في وجود تطور مستمر حتى الآن للنظام الشمسي ، وللكون بشكل عام.
كيف لانقوم بالتقريب ، عندما نكون عارفين بهذه المفاهيم ، بين بعض المقولات التي نجدها في القرآن عندما نذكر شواهد القدرة الإلهية ...؟
_______________________
(١) سورة الرحمن : ٥٥ / ١٧.
(٢) سورة الزخرف : ٤٣ / ٣٨.