القرآن يذكر على مرات متعددة أن الله ( وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ) ، هذه الجملة نجدها في آيات متعددة في القرآن (١).
أكثر من ذلك ففكرة الأجل المسمى مشتركة بفكرة مكان للوصول إليه محدد ، نجد هذا في : ( وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ) (٢).
والمكان المحدد هو تفسير الكلمة « مستقر ». وليس هناك أدنى شك في أن فكرة المكان المحدد مرتبطة بهذه الكلمة.
كيف تبدو المقابلة بين هذه الدعاوى والمعطيات التي أقرها العلم الحديث ...؟ يعطي القرآن حداً لتطور الشمس ومكاناً لوصولها ، وهو حدد أيضاً نهاية شوط القمر. ولكي تفهم المعنى الممكن لهذه المقولات ، يجب التذكير بالمعارف الحديثة عن تطور النجوم عامة والشمس خاصة ، وبالتالي عن المشكلات السماوية التي تتبع بالضرورة حركة الشمس في القضاء والتي يعد القمر جزءاً منها.
الشمس نجم يقدر علماء الفلك عمره بحوالي ٤.٥ مليار سنة. وكما هو الحال بالنسبة لكل النجوم فيمكن تحديد مرحلة تطوره. الشمس حالياً في مرحلة أولى تتسم بتحول ذرات الهيدروجين إلى ذرات الهليوم : نظرياً يمكن أن تدوم هذه المرحلة ٥.٥ مليار سنة على حسب الحسابات التي أنجزت ،
_______________________
(١) سورة الرعد : ١٣ / ٢ ، سورة لقمان : ٣١ / ٢٩ ، سورة فاطر : ٣٥ / ١٣ ، سورة الزمر : ٣٩ / ٥.
(٢) سورة يس : ٣٦ / ٣٨.