والتي تقدر لهذه المرحلة الأولى لنجم من نمط الشمس ديمومة زمنية قدرها ١٠ مليارات سنة. تلي هذه المرحلة ـ كما لوحظ ذلك بالنسبة إلى نجوم أخرى ، من نفس النمط ـ فترة ثانية تتميز بتمام تحول الهيدروجين إلى هليوم ، وتكون نتيجة هذا التحول تمدد الطبقات الخارجية وبرود الشمس النهائية تتناقص ضوئية الشمس بشدة وترتفع كثافتها بشدة أيضاً : ذلك ما يلاحظ في أنماط النجوم المسماة بالأقزام البيضاء.
ما يجب الالتفات إليه في كل هذا ، ليس التواريخ ، فهي لاتهم إلا من حيث إنها تعطي تقديراً تقريبياً لعامل الزمن ، فما يتضح أساساً هو فكرة التطور. إن المعطيات الحديثة تسمح بالتنبؤ بأنه بعد عدة مليارات من السنوات لن تكون ظروف النظام الشمسي ما هي عليه اليوم. وكما حدث بالنسبة لنجوم أخرى سجلت تحولاتها حتى المرحلة الأخيرة فيمكن توقع نهاية للشمس.
تحدثت الآية الثانية المذكورة (١) هنا عن الشمس جارية نحو مكان خاص بها « لمستقرها ».
ويحدد علم الفلك الحديث بشكل كامل هذا المكان ، بل لقد أعطاه اسم (مستقر الشمس) (Apex Solaire). الواقع أن النظام الشمسي يتحرك في الفضاء نحو نقطة في فلك (Constellation) هرقل مجاورة لنجمة فيجا (Vega a Lyrae) التي تحددت تماماً إحداثيتها ، ولقد أمكن تحديد سرعة هذه الحركة تقريباً ١٩ كم / ثانية.
لقد كان من الواجب ذكر معطيات علم الفلك هذه بمناسبة تفسير آيتي
_______________________
(١) سورة يس : ٣٦ / ٣٨.