القرآن اللتين نستطيع أن نقول إنهما تتطابقان تماماً فيما يتضح مع المعطيات العلمية الحديثة.
توسع الكون هو أعظم ظاهرة اكتشفها العلم الحديث. ذلك مفهوم قد ثبت تماماً ، ولا تعالج المناقشات إلا النموذج الذي يتم به هذا التوسع.
وإذا كانت النسبية العامة هي التي أوحت به ، فإن توسع الكون مفهوم يعتمد على معطيات مادية ، وذلك من خلال دراسات طيف المجرات ، فالانتقال المنهجي نحو اللون الأحمر من الطيف يجد تعليلاً له في تنحي المجرات كل عن الأخرى. وعلى ذلك فامتداد الكون لايكف عن الكبر. وهذا الاتساع على أهمية أكثر خاصة وإن المجرات تبتعد عنا. إن السرعات التي تنتقل بها الأجرام السماوية قد تتراوح من أجزاء من سرعة الضوء إلى مقادير سرعته.
ترى أيمكن أن نقابل الآية التالية ، التي يتحدث فيها الله ، بهذه المفاهيم الحديثة ...؟ ( وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ) (١). ألا تعنى السماء بالتحديد الكون خارج الأرض ؟ « وَمُوسِعُونَ » اسم فاعل لفعل « أوسع » ويعني عرض وجعل الشيء شاسعاً وأكثر رحابة.
وبعض المفسرين ممن لم يقدروا على إدراك معنى الكلمة الأخيرة أعطوها دلالات تبدو لي مَغْلُوطَة كقول ر.بلاشير « كنا رحابة ». وبعض كتاب آخرين يحدسون المعنى دون أن يجرؤوا على التصريح به : فحميد الله يتحدث
_______________________
(١) سورة الذاريات : ٥١ / ٤٧.