في ترجمته للقرآن عن اتساع السماء والفضاء ، ولكن مع علامة استفهام. من المفسرين ممن يحتاطون لتفسيراتهم برأي العلماء ويعطون التفسير الذي قدمنا. وذلك حال من وضعوا تفسير المنتخب الذي طبعه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة. إنهم يتحدثون دون أدنى غموض عن توسع الكون.
شغلت هذه المسألة في كل العصور الإنسان ، سواء ما كان يخصه منها أو ما يخص الكائنات الحية المحيطة به.
وعندما يواجه القرآن أصل الحياة على مستوى عام تماماً ، فإنه يذكر ذلك بإيجاز بالغ في آية تخص أيضاً عملية تشكل الكون التي ذكرناها وعلقنا عليها سابقاً.
( أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ )(١)
ليس هناك شك في مفهوم المصدر. فالعبارة يمكن أن تعني أن كل شيء مصدره الماء كمادة جوهرية ، أو أن أصل كل شيء حي هو الماء. ويتفق هذان المعنيان تماماً مع [ المعطيات ] العلمية : فالثابت بالتحديد أن أصل الحياة مائي ، وأن الماء هو العنصر الأول المكون لكل خلية حية ، فلا حياة ممكنة بلا ماء ؛ وإذا ما نوقشت إمكانية الحياة على كوكب ما ، فإن أول سؤال يطرح هو :
_______________________
(١) سورة الأنبياء : ٢١ / ٣٠.