القرآن لأي خرافة من الخرافات التي كانت منتشرة في عصر تنزيل القرآن.
إن تكوين فكرة عن محتوى القرآن في هذا الموضوع ليس أمراً يسيراً. وتكمن الصعوبة الأولى في أن المقولات الخاصة بالتناسل الإنساني متفرقة في كل الكتابات مثلما أشرنا ، ولكن ليست هذه هي الصعوبة الكبرى ، فأكثر ما قد يضل الباحث ، هنا أيضاً ، هو مشكلة المفردات.
فالواقع أن ترجمات وتفسيرات بعض الفقرات التي مازالت منتشرة في عصرنا تعطي لرجال العلم الذين يقرءونها فكرة مغلوطة تماماً عن الآيات الخاصة بهذا الموضوع ، على سبيل المثال تقول معظم هذه التفسيرات بتشكل الإنسان ابتداء من « جلطة دم » أو ابتداء من « التحام ». وهذه المقولة لايقبلها مطلقاً العالم المتخصص في هذا الميدان ، فلم يكن أصل الإنسان أبداً شيئاً من هذا ، وسنرى في الفقرة التي تعالج تعشيش البويضة في رحم الأم الأسباب التي من أجلها يقع مستعربون بارزون في مثل تلك الأخطاء ، لافتقارهم إلى الثقافة العلمية.
مثل هذه الملاحظة تجعلنا نتصور الأهمية الكبرى لاقتران المعارف اللغوية والمعارف العلمية للوصول إلى إدراك معنى المقولات القرآنية عن التناسل.
يركز القرآن أولاً على التحولات المتوالية التي يمر بها الجنين في رحم الأم حتى نهاية الحمل.
(
يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ