وهناك آية أخرى تشير إلى أن النطفة المقصودة توضع في « قرار ». وهذا القرار كما هو واضح تماماً يدل على الجهاز التناسلي : ( ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ ) (١).
وتعبر صفة « مكين » التي يصف بها النص القرار عن فكرة مكان متقرر. وعلى أي حال فالمقصود هو المكان الذي ينمو فيه الإنسان في جهاز الأم. ولكن مايهم التأكيد عليه بوجه خاص هو تلك المعلومة عن الكمية الضئيلة جداً اللازمة للإخصاب ، وهي تتفق تماماً مع ما نعرف اليوم.
يذكر القرآن هذا السائل الذي يضمن الإخصاب بصفات تستحق الدراسة :
(أ) ( مَّنِيٍّ ) كما حددنا لتوّنا (٢).
(ب) « مَّاءٍ دَافِقٍ » : ( خُلِقَ مِن مَّاءٍ دَافِقٍ ) (٣).
(ج) ( مَّاءٍ مَّهِينٍ ) (٤).
يمكن تفسير صفة مهين ، فيما يبدو ، ليس على أنها للسائل نفسه ، وإنما بسبب خروجه من نهاية الجهاز البولي ، فهو إذن يتخذ الطريق الذي يخرج منه البول.
_______________________
(١) سورة المؤمنون : ٢٣ / ١٣.
(٢) سورة القيامة : ٧٥ / ٣٧.
(٣) سورة الطارق : ٨٦ / ٦.
(٤) سورة المرسلات : ٧٧ / ٢٠ ، سورة السجدة : ٣٢ / ٨.