فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ... ) (١).
المُضْغَة : تشير إلى ما يشبه اللحم الممضوغ ، أما اللحم فيعني اللحم النضر. ويستحق هذا التمييز الالتفات. إذ إن الجنين في مرحلة أولى من تطوره كتلة صغيرة تبدو فعلاً للعين المجردة كلحم ممضوغ ، ويتطور الهيكل العظمي في هذه الكتلة ، وبعد أن تشكل العظام ، تتغطى بالعضلات ، وعلى العضلات توافق كلمة لحم.
والمعروف أن بعض الأجزاء ، في أثناء مدة تطور الجنين ، تبدو غير متناسبة مع ماسيكون عليه الفرد في المستقبل على حين تظل أجزاء أخرى متناسبة.
ذلك هو معنى كلمة « مخلق » ؛ هي تعني مشكل بنسب ، وقد جاءت الآية لتشير إلى هذه الظاهرة :
( ... فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم ... ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ ) (٢).
ويذكر القرآن أيضاً ظهور الحواس والأحشاء : ( ... وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ... ) (٣).
ويشير أيضاً إلى تشكل الجنس : ( وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ
_______________________
(١) سورة المؤمنون : ٢٣ / ١٤.
(٢) سورة الحج : ٢٢ / ٥.
(٣) سورة السجدة : ٣٢ / ٩.