وَالْأُنثَىٰ * مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَىٰ ) (١).
وتذكر آيات أخرى تشكل الجنس أيضاً (٢).
وكما قلنا فلا بد من مقارنة كل هذه المقولات القرآنية بالمعلومات التي تثبت في العصر الحديث ، إن توافق المقولات القرآنية مع المعلومات الحديثة يتضح ، ولكن من المهم أيضاً مقابلتها بالمعتقدات العامة في هذا الموضوع ، والتي كانت سائدة في عصر تنزيل القرآن حتى ندرك إلى أي حد كان معاصرو هذه الفترة بعيدين عن حيازة معلومات تشبه تلك التي يعرضها القرآن في هذه المسائل. وليس هناك أدنى شك في أن هؤلاء المعاصرين لم يعرفوا في ذلك العصر تفسير هذا الوحي مثلما ندركه نحن اليوم ، ذلك أن معطيات المعرفة الحديثة تعيننا على تفسيره. الواقع أن المتخصصين لم يكتسبوا معرفة واضحة إلى حد ما عن هذه المسائل إلا خلال القرن التاسع عشر.
فطيلة كل القرون الوسطى كانت الخرافات والأفكار النظرية التي لاتتمتع بأي أساس هي قاعدة مختلف المعتقدات في هذا الموضوع ، بل لقد سادت أيضاً لقرون عديدة حتى بعد العصور الوسطى. إن المرحلة الحاسمة في تاريخ علم الأجنة بدأت بدعوى هارفي (Harvey) الذي قال في عام ١٦٥١ ، بأن كل شيء حي يأتي أولاً من بويضة ، وأن الجنين يتخلق تدريجياً جزءاً بعد جزء. في هذا العصر كان العلم الوليد قد أفيد كثيراً ، في الموضوع المعني هنا ، باختراع المجهر الذي كان قد تم في عصر سابق بقليل ، وبرغم ذلك فقد كان النقاش
_______________________
(١) سورة النجم : ٥٣ / ٤٥ ـ ٤٦.
(٢) سورة فاطر : ٣٥ / ١١ ، سورة القيامة : ٧٥ / ٣٩.