الفصل الأوّل معالم أساسية في التوراة
في شأن الله جل جلاله وخلقه السماوات والأرض ، تقول التوراة : «استراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل ، وبارك الله اليوم السابع وقدّسه ، لأنه استراح فيه من جميع عمله الذي عمل » ! (١)
ولا يخفى ما في هذا التعبير من جفوة ، إن لم يكن سوء اعتقاد ، فكيف ينسب إلى الله التعب ليكون محتاجاً إلى الاستراحة ؟
وفي القرآن الكريم تجد أجمل ما ينقض هذا الكلام ، وينزه الله تعالىٰ من كل دلالاته : ( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ الله الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَىٰ ) (٢).
فلم يكن الله تعالىٰ بعد خلق السماوات والأرض بحاجة إلى الاستراحة.
لقد أدركت « جمعية كتاب الهداية » المطبوع باشراف المرسلين
_______________________
(١) سفر التكوين ، الفصل ٢ ، العدد ٢ و ٣.
(٢) سورة الأحقاف : ٤٦ / ٣٣.