(أ) يعطي العهد القديم للطوفان طابعاً عالمياً.
(ب) وعلى حين لاتعطي فقرات المصدر اليهووي للطوفان تاريخاً ، تحدد الرواية الكهنوتية زمن الطوفان في عصر لم يكن من الممكن أن تقع به كارثة من هذا النوع.
والحجج التي يستند إليها هذا الحكم هي ما يلي :
تحدد الرواية الكهنوتية أن الطوفان قد حدث عندما كان عمر نوح ٦٠٠ عام ، غير أنه من المعروف ، بحسب الأنساب المذكورة في الإصحاح الخامس من سفر التكوين أن نوحاً قد ولد بعد آدم بـ ١٠٥٦ عاماً (وهذه الأنساب كهنوتية المصدر هي أيضاً ، وقد ذكرناها في الجزء الأول من هذا الكتاب). وينتج عن ذلك أن الطوفان قد وقع بعد ١٦٥٦ عاماً من خلق آدم. ومن ناحية أخرى فجدول نسب إبراهيم الذي يعطيه سفر التكوين (١١ ، ١٠ ـ ٣٢) ، على حسب نفس المصدر ، يسمح بتقدير أن إبراهيم قد ولد بعد الطوفان بـ ٢٩٢ عاماً. ولما كنا نعرف أن إبراهيم كان يعيش في حوالي ١٨٥٠ ق.م. فإن زمن الطوفان يتحدد إذن ، على حسب التوراة ، بـ ٢١ أو ٢٢ قرناً قبل المسيح. وهذا الحساب يتفق بمنتهى الدقة مع إشارات كتب التوراة القديمة التي تحتل فيها هذه التحديدات التاريخية المتسلسلة مكاناً طيباً قبل نص التوراة ، وذلك في عصر كان الافتقاد إلى المعلومات الانسانية في هذا الموضوع يجعل معطيات هذا التسلسل التاريخي للأحداث مقبولة بلاجدال لدى قرائها (١) ـ
_______________________
(١) منذ أن حصل
المتخصصون على بعض المعلومات عن تسلسل الأحداث في